البيان الختامي للإجتماع الطارئ مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن حادث حرق القرءان الكريم في السويد

بدعوة من المملكة العربية السعودية، رئيس القمة الإسلامية الرابعة عشرة، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي (“المنظمة”)، عقدت اللجنة التنفيذية اجتماعًا استثنائيًا مفتوح العضوية يوم الأحد 14 ذي الحجة 1444 هـ الموافق 02 يوليو 2023، في مقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة لمناقشة التدنيس الأخير لنسخ من المصحف الشريف في السويد.

اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي،
إذ تسترشد بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاقي المنظمة، والأمم المتحدة، والوثائق الدولية الأخرى، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛
وإذ تؤكد على الالتزام الذي تعهدت به جميع الدول بموجب ميثاق الأمم المتحدة بتعزيز وتشجيع الاحترام العالمي لمراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين؛

وإذ تعيد التأكيد على أن ممارسة الحق في حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة في ضوء المادة 19 (3) والمادة 20 (2) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية؛ والدور الذي تؤديه ممارسة تلك الحقوق في التصدي لجميع أشكال التعصب الديني.

وإذ تشير إلى مختلف قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدعو إلى بذل جهود عالمية لتعزيز التسامح والسلام والحوار بين الحضارات؛ خاصة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 66/167 وقرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18 الصادر في مارس 2011 لمعالجة قضية التعصب والتحريض على الكراهية والعنف على أسس دينية؛

و إذ يشير إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 76/254 الذي حدد يوم 15 آذار “يوما دوليا لمكافحة كراهية الإسلام”،
وإذ تستذكر القرارات والإعلانات ذات الصلة الصادرة عن مؤتمر القمة الإسلامي ومجلس وزراء الخارجية، ولا سيما البيان الختامي للقمة الإسلامية الرابعة عشرة التي عقدت في مكة المكرمة في 31 مايو 2019، والبيان الختامي الصادر عن الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية بتاريخ 9 رجب 1444 هـ، الموافق 31 يناير 2023؛ وكذلك القرارات التي اعتمدها مجلس وزراء الخارجية التاسع والأربعون المنعقد في نواكشوط، الجمهورية الإسلامية الموريتانية في 16-17 مارس 2023، ولا سيما القرار رقم 32/49-س بشأن “مكافحة الإسلاموفوبيا والقضاء على الكراهية والتحيز ضد الإسلام”، والقرار رقم 34/49 -س بشأن “مناهضة تشويه صورة الأديان”، والقرار رقم 35/49-س بشأن “إدانة انتهاك حرمة نسخ من المصحف الشريف “؛

وإذ تعرب عن بالغ القلق إزاء تزايد حوادث التعصب والتمييز وأعمال العنف التي يشهدها العالم، وتلاحظ بقلق أن كراهية الإسلام آخذة في الازدياد في أجزاء كثيرة من العالم كما يتضح من العدد المتزايد من حوادث التعصب الديني والقوالب النمطية السلبية والكراهية والعنف ضد المسلمين؛

إذ تشير بقلق عميق إلى عودة ظهور الحركات العنصرية والتطرف اليميني في مناطق متعددة من العالم من خلال أعمال الاستفزاز المتكررة لمؤيدي اليمين المتطرف من خلال إهانة الرموز والمقدسات الدينية الإسلامية بما في ذلك تدنيس نسخ من المصحف الشريف؛

وإذ تدين أي دعوة إلى الكراهية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداء أو العنف، سواء أكان ذلك باستعمال الوسائل المطبوعة أو الوسائل السمعية والبصرية أو الاليكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسائل أخرى
وإذ تعيد التأكيد على أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والحضارات من أجل السلام والوئام في العالم؛ وأن نشر قيم التسامح والسلام هو السبيل الأمثل لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب والتطرف والعنف والتحريض؛

1- تدين بشدة الاعتداء السافر الأخير على حرمة وقدسية المصحف الشريف في مملكة السويد في أول أيام عيد الأضحى عام 1444 خارج المسجد المركزي في العاصمة ستوكهولم. وتعرب عن استيائها من تكرار أفعال تدنيس نسخ من المصحف الشريف، وتأسف بشدة لإصدار السلطات تصريحًا يسمح بتنفيذها.

2- تدعو الأمين العام إلى توجيه رسالة باسم الدول الأعضاء إلى الحكومة السويدية والنظر في إمكانية إرسال وفد إلى السويد ومفوضية الاتحاد الأوروبي للإعراب عن إدانة حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار ذلك العمل الإجرامي تحت ذريعة حرية التعبير.

3- تدين كل محاولات الإساءة إلى حرمة المصحف الشريف وغيرها من القيم والرموز المقدسة للإسلام تحت لباس ذريعة حرية التعبير الذي يتعارض مع روح المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وتطالب المجتمع الدولي بالوقوف في وجه تلك المحاولات الاستفزازية.

4- تدعو سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في العواصم التي تقع فيها أعمال شنيعة ضد نسخ من المصحف الشريف والرموز الإسلامية المقدسة الأخرى، إلى بذل جهود جماعية على مستوى البرلمانات الوطنية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني. فضلا عن المؤسسات الحكومية الأخرى، للتعبير عن موقف منظمة التعاون الإسلامي وحث الجهات ذات الصلة على اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة لتجريم مثل هذه الاعتداءات، آخذة في الحسبان أن ممارسة حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة؛

5- تدعو جميع بعثات منظمة التعاون الإسلامي في الخارج (نيويورك وجنيف وبروكسل) إلى أخذ زمام المبادرة للتصدي، في المنظمات الدولية المعنية التي هي معتمدة لديها، من أجل التصدي لأعمال الكراهية ضد الإسلام ورموزه ومقدساته في تفسير الاتفاقيات ذات الصلة وكذلك وضع نصوص قانونية دولية جديدة لهذا الغرض.

6- تدعو مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية إلى العمل مع منظمات المجتمع المدني في تلك الدول التي تقع بها اعتداءات معادية للإسلام على نسخ من المصحف الشريف وغيره من القيم المقدسة، على اللجوء إلى المحاكم المحلية واستنفاد جميع إجراءات التقاضي لمحلية، بتوجيه من مستشار قانوني متخصص، قبل رفع الدعاوى إلى الهيئات القضائية الدولية، عند الاقتضاء.

7- تدعو الأمانة العامة إلى الإسراع في تنفيذ “خطة العمل لمكافحة الإسلاموفوبيا”، التي اعتمدها وزراء دول المنظمة الأعضاء في فريق الاتصال المعني بالسلام والحوار، على هامش الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.